-- الزكاة والضرائب على المسلمين وغير المسلمين لرفيق يونس المصري

-- 1- اتهمني المعلق بأنني أقف من الضرائب موقفًا عدائيًا، بدلالة ما ورد في ورقتي من لفظ المكوس، وهي وإن كانت بمعنى الضرائب الجائرة، إلا أن هذا لا يعني أن كل الضرائب جائرة. 2- يرى المعلق أن الجزية ليست تكليفًا على الرؤوس، بل هي أقرب إلى كونها ضريبة على كسب اليد. وإني لا أوافقه لأن السائد خلاف رأيه (انظر الموسوعة الفقهية الكويتية 15/150 و160 و162 و19/53)، بل إن لفظ الجزية حتى باللغات الأجنبيةCapitation يتضمن في أصله أنها تكليف على الرؤوس. كما أن الجزية يختلف مقدارها باختلاف ثروة الشخص ( غني، متوسط، فقير) لا باختلاف كسبه. أما إعفاء غير القادر فهذا موجود في كل التكاليف المالية. وما ادعاه من أن عبارة عن يد في قوله تعالى: [التوبة 29]، بمعنى الجزية عن كسب اليد، هذا الادعاء فيه بعد وتكلف. قال الماوردي: فيه ( في هذا اللفظ: عن يد) أربعة تأويلات: أحدها : عن غنى وقدرة، والثاني: أنها من عطاء لا يقابله جزاء ( ... )، والثالث: أن يروا أن لنا في أخذها منهم يدًا عليهم بحقن دمائهم بها، والرابع: يؤدونها بأيديهم (تفسير الماوردي 2/128). وزاد بعض المفسرين تأويلات أخرى، منها: النقد المعجل (تفسير ابن الجوزي 3/420). وعلى كل حال، يبقى رأي المعلق اجتهادًا شخصيًا له يحتاج إلى بحث. 3- الخراج هل هو أجرة أم ضريبة ؟ فيه خلاف بين العلماء، والخراج بالمعنى الخاص هو الوظيفة أو الضريبة التي يفرضها الإمام على الأرض الخراجية النامية (الموسوعة 19/52).